من أهم ما ينبغي أن يفهمه ويتعلمه الحاج، هو أن تلكم الجمرات التي يرميها، هي الأمكنة التي رآى فيها الخليل على نبينا وآله وعليه السلام الشيطان عندما كان مشغولا ببناء البيت، فرماه بتلك الأحجار، وأظهر له أنه عليه السلام على حرب وعداء مستمر معه، لا هوادة فيه.

ومن ثم يلزم الحاج أن يفهم أن رميه الجمرات هو إعلان السخط النهائي على الشيطان، ولا صلح بعده، فتعساً لمن يتنازل بعد ذاك له ولا مبرر، ويجعل نفسه تحت إختياره متابعة لهواه، يا له من شقاء وحقارة.

وأمّا الإحرام ومحرماته فيعلم الحاج كيفية التسليم والعبودية لله تعالى، والذي ينبغي له بعده أن لا ينسى ذلك التسليم المطلق ويواظب على أن لا يفقده، إذ لا عذر له بعد التمرين على العبودية الخالصة أياماً متتالية، وحق أن يعاقب على عدم الإطاعة أشد العقاب، لأنه يعد من التمرد بعد التسليم، وهذا يوجب التنكيل. وفي الحج دروس عظيمة أخرى يغنمها المتتبع.