إنّ ما يستفاد من الكتاب الكريم والحديث هو أنّ للإنسان حساب واحد، يبتدأ من دخول القبر وينتهي عند تعيين أحد المصيرين، ويكون أوله بمثابة الإستنطاق والإفادة، وآخره موقع إصدار الحكم النهائي بحقه ويسمى الأول، البرزخ، والأخير، المحشر.

في تسلية الفؤاد عن الكافي ج3 ص231 عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل. منه: فإذا أدخل قبره أتاه ملكاً القبر يجران اشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي، وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عز وجل: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾ (إبراهيم : 27). ثم يفسحان له في قبره مد بصره، ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فإنّ الله عز وجل يقول: ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ﴾ (الفرقان: 24).

قال عليه السلام: وإن كان لربه عدواً فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زياً ورؤياً وانتنه يحاً، فيقول له: ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، إلى آخره..

في تسلية الفؤاد عن الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ـ في حديث طويل، نأخذ منه موضع الحاجة ـ ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ. قلت ـ أي الراوي ـ وما البرزخ؟ قال عليه السلام: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.

تذكرة: لا تفوتكم أيها المؤمنون مطالعة كتاب تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد للسيد عبد الله الشبر المتوفى سنة 1242 فإنّ فيه ما يغني عن السؤال ويريح البال.

وهناك أحاديث كثيرة كلها تصلح جواباً لهذا السؤال.

منها: قد روى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنّما يسئل في قبره من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً فأما ما سوى هذين ، فإنّه يلهى عنه.