العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف موضوعي احدث الأسئلة الأسئلة العشوائية أكثر الأسئلة مشاهدة
■ الاحكام الدينية (٨)
■ العقائد (٥)

■ الاخلاق

■ علوم القرانية

■ الحديث و الروايات

■ اصول الفقه

■ التاريخ (٧)

■ المسائل السياسية

■ المسائل العامة

■ الدعاء

■ الدعاء

■ اهل البيت

ما تقولون في المال؟

سؤال
ما تقولون في المال؟


ج ـ إنّ المال كالمرأة .. وجودها متعب، وعدمها متعب آخر.

فإنّ المرء أن لم تكن المرئة في بيته تراه حائراً في أمره.

وهو، كالوحيد، الغريب، العاطل، العريان.

أ ـ وحيد لا يضم إلى صدر ملأه الحب والحنان والعاطفة.

ب ـ غريب لا يوجد ما يسكن إليه.

جـ ـ عاطل لا حرث له.

د ـ عريان لا لباس يستر خلته.

وقد عبر القرآن الكريم عن كل ذلك:

أما بالنسبة إلى الوحيد، قال:

﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً ﴾ (النساء: 1).

فلو لم يخلق لتلك النفس زوجها، لبقى الإنسان وحيداً فريداً، لا مونس له يرد وحشته، ولا تكثر الرجال والنساء.

وأمّا بالنسبة إلى الغريب، وهو الذي لا مأوى له ولا مسكن ليرتاح إليه، ويروح عن نفسه بواسطته. قال:

﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ (الاعراف: 189).

أي ليرتاح إليها، ويزيح عنه الأتعاب بملاطفتها ومجاملتها، فإنّها إن كانت كما ينبغي، فلا يعادلها في الحياة شيء، فهي الجوهرة التي لا تثمن. هي التي تشارك الرجل في كل مجالات العيش. هي التي تتحمل أعباء حمل وولادة وتربية الأطفال، كما تتحمل الفقر والضيق وكل ما يعيق الرجل من شق طريق السعادة.

وأمّا بالنسبة إلى العاطل، وهو الذي لا ينتج في حياته، وأي نتيجة هي أكبر وأفضل من نسل الإنسان، فإنّه لو لم يكن النسل لابيدت الحياة، لأنّ حياة بدون تناسل كلا حياة. وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله:

«تناكحوا تناسلوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالسق » (اللمعة).

ويخلد الإنسان في ولده. وتثقل الأرض بقائل كلمة (لا إله إلّا الله).

فعليه: من لا نسل له فهو ببعض المعاني عاطل. والنسل لا يتأتى إلّا بتقارب الزوجين، ومن ثم يقول:

﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾ (البقرة: 223).

فمن لا حرث له لا نسل له، ومن لا نسل له فقد إنتهى، وهذا هو بعض معاني العطل.

واما بالنسبة إلى التعري، فالرجل الذي لا زوجة له متعر من كثير من الأمور والإعتبارات، كعدم إعتباره نوعاً عند المخدرات، وينظر إليه كأنه طمع فيهن، وتعريه عن حصانة الزوجية، وما إلى ذلك من الشؤون، ولذا ترى الزوجة وكأنها الستار المسدول عليه، وبهذا صرح القرآن الكريم، قائلاً:

﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ (البقرة: 187).

فاللباس يستر الخلة، ويزين الرجل، ويوقر الإنسان ـ ما أجمله.

هذه بعض أتعاب وأضرار عدم كون المرأة.

وأمّا أتعاب كونها موجودة فحدث ولا حرج.

إن أعطيت العنان، فهي الفارسة القاسية، ومركبها السابق التعوب.

وإن أرخيت اللجام، فهي اللاحقة الجحود. لا يسلم صاحبها حيث كفرت([1])  وهو على شفا جرف هار.

وإن ضاق الخناق، فالعيش كدر، والمرء لا يستقر، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

وقد صرح القرآن الكريم بما يشير إلى هذه بقوله:

﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ (التغابن: 14).

ولا تنسى قول أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول ما مضمونه:

(هن نواقص الإيمان والحضوض والعقول).

وكثير ما ورد في هذا الباب، ولاكنا نقتصر توقياً من كيدهن. إنّ كيدهن عظيم.

وأمّا وجه الشبه بينها وبين المال فواضح جداً.

فإنّ وجود المال متعب، وفقده متعب آخر. وفي كلا الحالين لا يخلو من فوائد وأضرار.

أما فقد: فيكفينا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله:

(كاد الفقر أن يكون كفراً) (المواعظ العددية ـ الفصل الرابع).

أما وجوده: فيكفينا ما أقره القرآن الكريم:

﴿ كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ (العلق: 6 ـ 7).

الفاقد:

ثم لفاقده حالتان:

أ ـ القناعة. وهي ممدوحة.

ب ـ الحرص، وهو مذموم.

الحريص:

والحريص له حالتان.

أ ـ التشمر للحرف. وهو مذموم.

ب ـ الطمع بما في أيدي الناس، وهو مذموم.

الواجد:

وللواجد حالتان:

أ ـ الامساك، وهو مذموم.

ب ـ الإنفاق. وهو ممدوح.

المنفق:

للمنفق حالتان:

أ ـ الإسراف. وهو مذموم.

ب ـ الإقتصاد. وهو ممدوح.

وقد شبه بعض الأكابر المال بالعقرب، إن تمسكه يلدغ وإن تتركه يلدغ. هذا ما استحضره ذهننا في الجواب. ولا يفوتنا ذكر الفرق الجذري بين المال والمرأة:

فإنّ المال يهيئ أسباب وجود المرأة.

والمرأة تهيئ أسباب فناء المال.



([1]). كفرت: أي تركت الأوامر. 

التاريخ: [١٤٤٠/٤/٣]     تصفح: [840]

ارسال الأسئلة